روي أنه قبل خمسين عاما حج هذا مع والده بصحبة قافلة على الجمال وعندما تجاوز منطقة عفيف وقبل الوصول إلى ظلم رغب الأب أكرمكم الله قضاء حاجة فأنزل الابن من البعير ومضى الابن إلى حاجته وقال لابنه انطلق أنت مع القافلة وأنا سألحق بكم فمضى الابن وبعد برهة من الزمن التفت الابن فوجد ان القافلة ابتعدت عن والده فعاد جاريا على قدميه ليحمل والده على كتفيه ثم انطلق يجري به وبينما هما كذلك احس الابن برطوبة تنزل على وجهه فأحس إنها دموع والده فقال لأبيه : والله إنك أخف علي كتفي من وزن الريشة فقال الأب : ليس لهذا بكيت ولكن في هذا المكان حملت أنا والدي ..
كان هناك أب في ال 65 من عمره وابنه في ال 40 وكانا في غرفة المعيشة وإذ بغراب يطير من القرب من النافذة ويصيح فسأل الأب أبنه الأب: ما هذا ؟ الابن: غراب وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرة الثانية الأب: ما هذا؟ الابن باستغراب : انه غراب !! ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الثالثة الأب: ما هذا؟ الابن وقد ارتفع صوته: انه غراب غراب يا أبي !!! ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الرابعة الأب: ما هذا؟ فلم يحتمل الابن هذا و أشتاط غضبا وارتفع صوته أكثر وقال: مالك تعيد علي نفس السؤال فقد قلت لك انه غراب هل هذا صعب عليك فهمه؟ عندئذ قام الأب وذهب لغرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة من مذكراته اليومية ثم أعطاه لإينه وقال له أقرأها بدأ الابن يقرأ : اليوم أكمل ابني 3 سنوات وها هو يمرح ويركض من هنا وهناك وإذ بغراب يصيح في الحديقة فسألني ابني ما هذا فقلت له انه غراب وعاد وسألني نفس السؤال ل 23 مرة وأنا أجبته ل 23 مرة فحضنته وقبلته وضحكنا معا حتى تعب فحملته وذهبنا فجلسنا ......
من ثمرات البر 1ـ السعادة وإجابة الدعاء: فهذا التابعي الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه: "إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبر، وكان به بياض فبرئ، فمروه فليستغفر لكم" (أخرجه مسلم). فما هو العمل العظيم الذي قام به أويس القرني الذي أستحق أن يذكره الرسول في حديث موجه للصحابة رضوان الله عليهم وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وأمرهم أن يطلبوا منه أن يستغفر لهم؟ إنه البر بأمه حيث قدم حاجاتها على حاجاته وكان يرعاها حق الرعاية، وبهذا استحق أن يكون خير التابعين وأن يكون مستجاب الدعوة.
2- طول العمر وسعة الرزق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه". 3 - البر يغفر الذنوب: فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: "يا رسول الله أذنبت ذنبا كبيرا فهل لي توبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألك والدان؟ قال لا. قال فلك خالة؟ قال نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرها إذاً" (مسند أحمد).